الحزن المُزمن قيدٌ اختياري- اضحك قبل أن تبتلعك الكآبة
المؤلف: ريهام زامكه10.22.2025

ابتعد أيها المتذمر، وأنت أيها الباكي على الماضي، أعد قراءة هذا المقال بتأنٍ. هناك فئة من الناس ألفوا الشكوى، يسكنهم الأسى، ودائمًا ما يفضلون استعراض ذكريات الماضي المؤلمة، يتبادلون الشكوى مع أنفسهم، ويجدون متعة غريبة في ترديد الأغاني الحزينة ذاتها، واستحضار المواقف المحزنة، مما يقودهم إلى حالة دائمة من الكآبة والضيق، ويعتقدون واهمين أن النحيب المستمر هو الدواء الشافي لعللهم!
وهناك صنف آخر من البشر دائمًا ما "يبكي على مواله"، أو بمعنى أوضح، يستهلك وقته الثمين في تذكر أخطاء الماضي، ويبقى أسيرًا لتلك اللحظات، حتى لو انقضت عليها سنوات طوال، دون أن يتعلم منها أي درس، هذا النوع من الناس يتميز بميل درامي مفرط، فهو كالجمل الذي اعتاد أن "يجتر" ماضيه وأخطاءه، يمضغها مرارًا وتكرارًا، فتأكله وتأكل من روحه.
وفي كلا الحالتين؛ فإن "أهل الحزن" مساكين حقًا، ومع كامل احترامي وتقديري للسيدة أم كلثوم، فلست هنا بصدد الحديث عن أهل الحب الذين تغنت لهم، ولا عن أولئك العشاق الذين يرددون أغانيها في جنح الليل، في محاولة يائسة لاستعادة ذكرياتهم العاطفية الجميلة.
إنما حديثي موجه إلى أولئك الذين يعيشون حبيسي دائرة الحزن، ولا يجدون مخرجًا منها، هؤلاء الذين يرون أن السواد هو اللون الوحيد الذي يليق بحياتهم ومناسباتهم المختلفة، الذين لا ينفكون عن الحديث عن آلامهم العميقة، وكيف أن الحياة لم تكن يومًا عادلة ومنصفة معهم.
ولا أجد غرابة في ذلك ما داموا يملكون القدرة الفائقة على البكاء، فكيف لا يمتلكون القدرة ذاتها على الضحك والابتهاج؟ لكنهم آثروا التعاسة طريقًا، وعاشوا لها مخلصين، وفضلوا البقاء في المنطقة الرمادية القاتمة، حيث تفقد ألوان الحياة رونقها وبهجتها.
قد أبدو في نظركم إنسانة إيجابية ومثالية، أحلق بين الكلمات كالفراشة الرشيقة، وأنثر السعادة والبهجة أينما حللتم، وهذا صحيح إلى حد كبير، ولكني كباقي البشر قد أتحول في بعض الأحيان إلى بومة حكيمة، خصوصًا إذا انتابتني حالة من التأمل العميق، فأجلس في مكاني أراقب العالم من زاويتي الخاصة، بعيون واسعة ورؤية نافذة، ولكن دون أي رغبة في النزول إلى أرض الواقع، حيث يمرح ويلهو الجميع.
وما بين الفرح والحزن، أحلّق عاليًا، ولكنني أمتلك القدرة على التوقف المفاجئ، والتأمل في هذه الحياة المليئة بالتناقضات، حيث نضحك، ونرقص، ونغني، ونستمتع بكل لحظة، حتى ننسى أن الكآبة قد تتربص بنا في زاوية أخرى مظلمة. ليس لأنني شخصية متفائلة بطبيعتها، بل لأن هذه هي طبيعة الحياة نفسها، مزيج من الفرح والترح.
وعلى أي حال، عزيزي القارئ، القرار الأخير بين يديك، إما أن تنهي قراءة هذا المقال وأنت غارق في شكواك، وإما أن تستمر في البكاء على ما فاتك، ولكن ثق تمامًا أنه في كلا الحالتين: لن تجدي نفعًا أغاني أم كلثوم الشجية!
وهناك صنف آخر من البشر دائمًا ما "يبكي على مواله"، أو بمعنى أوضح، يستهلك وقته الثمين في تذكر أخطاء الماضي، ويبقى أسيرًا لتلك اللحظات، حتى لو انقضت عليها سنوات طوال، دون أن يتعلم منها أي درس، هذا النوع من الناس يتميز بميل درامي مفرط، فهو كالجمل الذي اعتاد أن "يجتر" ماضيه وأخطاءه، يمضغها مرارًا وتكرارًا، فتأكله وتأكل من روحه.
وفي كلا الحالتين؛ فإن "أهل الحزن" مساكين حقًا، ومع كامل احترامي وتقديري للسيدة أم كلثوم، فلست هنا بصدد الحديث عن أهل الحب الذين تغنت لهم، ولا عن أولئك العشاق الذين يرددون أغانيها في جنح الليل، في محاولة يائسة لاستعادة ذكرياتهم العاطفية الجميلة.
إنما حديثي موجه إلى أولئك الذين يعيشون حبيسي دائرة الحزن، ولا يجدون مخرجًا منها، هؤلاء الذين يرون أن السواد هو اللون الوحيد الذي يليق بحياتهم ومناسباتهم المختلفة، الذين لا ينفكون عن الحديث عن آلامهم العميقة، وكيف أن الحياة لم تكن يومًا عادلة ومنصفة معهم.
ولا أجد غرابة في ذلك ما داموا يملكون القدرة الفائقة على البكاء، فكيف لا يمتلكون القدرة ذاتها على الضحك والابتهاج؟ لكنهم آثروا التعاسة طريقًا، وعاشوا لها مخلصين، وفضلوا البقاء في المنطقة الرمادية القاتمة، حيث تفقد ألوان الحياة رونقها وبهجتها.
قد أبدو في نظركم إنسانة إيجابية ومثالية، أحلق بين الكلمات كالفراشة الرشيقة، وأنثر السعادة والبهجة أينما حللتم، وهذا صحيح إلى حد كبير، ولكني كباقي البشر قد أتحول في بعض الأحيان إلى بومة حكيمة، خصوصًا إذا انتابتني حالة من التأمل العميق، فأجلس في مكاني أراقب العالم من زاويتي الخاصة، بعيون واسعة ورؤية نافذة، ولكن دون أي رغبة في النزول إلى أرض الواقع، حيث يمرح ويلهو الجميع.
وما بين الفرح والحزن، أحلّق عاليًا، ولكنني أمتلك القدرة على التوقف المفاجئ، والتأمل في هذه الحياة المليئة بالتناقضات، حيث نضحك، ونرقص، ونغني، ونستمتع بكل لحظة، حتى ننسى أن الكآبة قد تتربص بنا في زاوية أخرى مظلمة. ليس لأنني شخصية متفائلة بطبيعتها، بل لأن هذه هي طبيعة الحياة نفسها، مزيج من الفرح والترح.
وعلى أي حال، عزيزي القارئ، القرار الأخير بين يديك، إما أن تنهي قراءة هذا المقال وأنت غارق في شكواك، وإما أن تستمر في البكاء على ما فاتك، ولكن ثق تمامًا أنه في كلا الحالتين: لن تجدي نفعًا أغاني أم كلثوم الشجية!
